في شهر يونيو/ حزيران عام 1996 نشرت صحيفة The Australian اعلان جاء فيه . مطلوب معلق صوتي Voice over يجيد اللغة العربية للعمل في قناة ديزني الشرق الأوسط في سنغافورة . تقدمت بطلبي لشركة التوظيف في سيدني التي تتولى اجراء المقابلات لوظيفة ديزني. كنت على قناعة تامة بأنني سأحصل على هذه الوظيفة.
The Australian 9/6/1996
تم استدعائي لاجراء المقابلة . وفي شهر نوفمبرتم ابلاغي بموافقة شركة ديزني على تعييني بعقد لمدة سنة ، يتم تجديده بموافقة الطرفين . اطلعت على عقد العمل لم اصدق عيناي . كان الراتب ثلاثة اضعاف راتبي في اس بي اس .
لم يكن امامي الا ان اتقدم بطلب اجازة من اس بي اس لمدة عام بدون راتب ، حيث وافقت مديرة البرنامج العربي ماجدة عبود صعب عليها . من يدري قد استمر في العمل في ديزني لسنوات أو انهي العام الأول واعود الى اس بي اس .
في عام 1996أيضاً اُتيحت لي أول فرصة للظهور على شاشة التلفاز كمراسل صحفي . كان الصديق الاعلامي كريم بربارا شخصية بارزة في أوساط الجالية العربية وكان له حضور في الاعلام الاسترالي في ذلك الوقت من خلال عمله في راديو ABC . في أحد الايام كلفني كريم بكتابة نص تقرير اخباري لوكالة WTN عن شهر رمضان وعيد الفطر لتلفزيون أبو ظبي واوضح لي طريقة كتابة النص التلفزيوني ثم طلب مني قراءة وتسجيل النص وبعد شهرين كلفني بعمل تقرير عن احتفال عائلة مسلمة بعيد الأضحى . صباح يوم العيد انطلقت مع المصور التلفزيوني الى منزل الصديق أحمد شحاته في ضاحية ريفزبي حيث تم تصوير التقرير .شكلت هذه التجربة انطلاقة لي في انتاج التقارير الأخبارية .بعد فترة حصل كريم على وظيفة مع وزير الهجرة انذاك فيليب رودوك ، اتصل بي وزودني بارقام هواتف لشركة انتاج تقايرير مركزها لندن لتنسيق عمل تقارير معها . قبل سفري الى سنغافورة اتصل أحد مدراء القنوات الفضائية طالباً التعاون مع صجفيين ومذيعين عرب من استراليا . اعتذرت عن العمل ورشحت له بعض الآسماء للعمل منهم المذيعة سيلفا مزهر وأمل دردس .
تقرير عيد الأضحى – تلفزيون ابو ظبي –
تواصلت الأعمال المسرحية لعام 1996 منها مسرحية الأطفال ليلى والذئب Little Red riding Hood التي قمت باعدادها واخراجها ضمن أعمال مسرح الرفض VETO .تم عرض المسرحية لمدة خمسة أيام في مهرجان سلام للاحتفال بالتراث والثقافة العربية الذي أقامه متحف باور هاوس في سيدني .استغرق الاعداد لهذا العمل المسرحي عدة أشهر شارك في التمثيل انجيلا ، جيوفانا ، جولي ، بلانش ، عصام ، صالح .
مسرحية ليلى والذئب
المسرحية لقيت اعجابا منقطع النظيرمن جمهور أطفال المدارس الذين حضروا وتفاعلوا مع ليلى وجدتها والصياد الذي انقذهم من الذئب .
في هذه الفترة عادت فرقة مسرح الطاقة للعمل من جديد . تم الاتفاق على اعادة كتابة وتطوير نص المسرحية التجريبية الكتابة بالورك Writing with the hip التي سبق أن تم عرضها عام في 1993 في مهرجان المسرح المتعدد الحضارات الثاني في سيدني .
حصلت فرقة الطاقة على منحة مالية محترمة من مجلس الفنون الاسترالي لتطوير هذه المسرحية وعرضها بحرفية . يتمحور موضوع المسرحية حول مزج جمالية الحروف العربية وترجمتها بحركات مسرحية . تجسد تعابير فنية واجتماعية وسياسية ، باللغتين العربية والانجليزية . تفرغ المشاركون في هذه المسرحية للعمل لفترة 3 أشهر لكتابة النص وطرح الأفكار الخلاقة واجراء تمارين اللياقة البدنية والتدريبات على المسرحية .
مسرحية الكتابة بالورك
شارك في كتابة النص والتمثيل : اليسار غزال ،اليزابيث جبور ، اليزا شدياق ، صالح السقاف . الاخراج باري غامبا .تم عرض هذ المسرحية على مسرح بيلفوار في سيدني ، وهو من المسارح التي تستقطب الجمهور و تعرض عليه أعمال مسرحية لممثلين محترفين .
في هذ المسرحية أبدع الممثلون في عرض جمالية الحروف العربية وايقاعات لفظها من خلال مشاهد تمثيلية ممزوجة بالحوار والرقص التعبيري والموسيقى والأضاءة التي ابرزت جمالية ديكور كتابة الأحرف وانعكاسها على وجوه الممثلين . استطاع هذا العرض المسرحي الذي لم يتعدى 50 دقيقة ،أن ينال اعجاب الجمهور والنقاد ، حيت تم عرضه على مدى اسبوعين .
بعد انتهاء عرض مسرحية الطاقة طلبت فرقةEnsemble Balai أن أنضم للفرقة في مسرحية The Monkey King بدور الحكواتي وذلك بسبب مرض أحد الممثلين . وافقت على العمل مع الفرقة ، وبدات التدريبات فوراً وفي خلال اربعة ايام وقفت على المسرح ممسكاً بالنص حيث كانت الشخصية التي اؤديها الراوي وتمكنت من تقمص الشخصية بشكل جيد . تميز العمل بحرفية فائقة بالرقصات الاستعراضية والحركات التعبيرية التي قدمها فريق المسرحية . تم تقديم عروض المسرحية خلال اسابيع كرنفالي على مسرح Performance Space .حيث لاقت استحساناُ واعجاباً من الجمهور .
في تسعينيات القرن الماضي لم تكن وسائل الاعلام العربية في استراليا تجرؤ على الخوض في مواضيع العنف المنزلي أو الاعاقة أو المثلية الجنسية من المحرمات في أوساط الجالية العربية ، وكأنها غير موجودة في المجتمع العربي الاسترالي .الا ان البرنامج العربي في اس بي اس كان سباقاً لكسر ذلك الصمت المطبق في العديد من البرامج واللقاءات . أذكر حين كانت هنالك حملة حكومية لمكافحة العنف المنزلي في عام 1996 . أجريت مقابلة اذاعية مع سيدة داخل ملجاء لحماية النساء من عنف زوجها . قمت يومها بتغيير اسمها وصوتها حتى لايُفصح عن شخصيتها . حين تمت اذاعة هذا اللقاء عبر البرنامج العربي . ارتفعت صيحات الاستهجان من بعض من المستمعين ، الذين اعتبروا طرح هذا الموضوع غير مقبول ، لآنه بمثابة تحريض وذهب بعض المستمعين للقول ان هذه الحالات نادرة في مجتمعنا ، وأنه يجب ان لانخوض في هذه المواضيع لانها من اسرار الحياة الزوجية!
العلاقة بين الثقافة والتقاليد والعنف المنزلي سواء كان للمرأة أو الطفل في مجتمعات الشرق الأوسط كانت موضوع مسرحية بعنوان الخيط الرفيع The Fine Line قدمها مسرح الرفض Veto Theatre في عام 1996 . تأليف علي سعد . اخراج عصام بحو. تمثيل صالح السقاف، لينا ايشو ، سوزي سليم وعصام بحو .تم انتاج هذه المسرحية بتمويل من مجلس الفنون الاسترالي .
في مسرحية الخيط الرفيع تمكنا من اختراق جدار الصمت الذي يحيط بالتقاليد و المفاهيم الخاطئة والأفكار النمطية التي تعشعش في عقولنا ، والتي أصبح تأثيرها يشكل خطراًعلى حياة الأسرة في المجتمعات الشرق أوسطية بغض النظر عن قوميتها أو ديانتها .
خلال عام 1996أيضاً أنجزت كتابة مسرحية قناع على وجه أعمى Mask on blind face لمسرح الرفض Veto Theatre المسرحية مستوحاة من قصة واقعية تسلط الضؤ على علاقة ارتبطت بين رجل عربي مسلم وامرأة استرالية مسيحية من اصول اوروبية . انتهت بالزواج الذي لم يستمر، بعد ظهور العديد من الخلافات التي جعلت العلاقة بين الزوجين تصبح امراً مستحيلاً .
تم تقديم قراءة ومناقشة للنص في قاعة مجلس الجاليات الاثنية في نيوساوث ويلز بحضور جمهور من الكتاب والفنانين . حصلت بعد ذلك على تمويل من مجلس الاسترالي للفنون .
خضعت المسرحية مجدداً لبعض التعديلات البسيطة على النص التي أدخلها المخرج وذلك قبل القراءة التجريبية الثانية التي تم تقديمها على مسرح The Stable في كينجزكروس – سيدني .
اشترك في التمثيل : كريستينا بيدنكو وصالح السقاف . اخراج : أندرو ابتون .
كانت مسرحية قناع على وجه أعمى اخر عمل تم تقديمه قبل أن احزم حقيبتي واغادر استراليا الى سنغافورة في نهاية عام 1996.