تلاشت الآمال في تحقيق الطموحات في مجال الاعلام ، بعد توقف البث التجريبي Metro tv . تابعت البحث والتواصل مع المؤسسات الاعلامية ووكالات توفير فرص عمل للممثلين، وكنت متابعاً للعروض المسرحية ومعارض الرسم التشكيلي وحضور الندوات والأمسيات والمهرجانات الثقافية .
بدأت البحث عن امكانية الالتحاق بالجامعة . كنت ارغب في دراسة علوم السياسة الدولية في جامعة تسمانيا وكان طموحي أن أكون سفيراً في احدى البعثات الديبلوماسية ، الا أنني صرفت النظر عن هذا الموضوع لالتحق بجامعة UTS في سيدني عام 1990 لدراسة الاعلام . تمكنت من مواصلة دراساتي الجامعية وحصلت على درجة البكالوريوس. خلال دراستي الجامعية تمكنت من بناء صداقات جيدة مع عدد من الزملاء والزميلات واساتذة الجامعة ، حيث كان هنالك احترام متبادل بيننا رغم فارق السن الكبير بيني وبينهم .كما اتاحت هذه الصداقات لتوظيف قدراتي في التمثيل حيث شاركت كممثل ببعض الأفلام القصيرة من اخراج طلبة الجامعة في تخصصات التصوير والاخراج السينمائي والتلفزيوني.
خلال سنوات الدراسة الجامعية كنت اتابع الحركة المسرحية في سيدني ،وكذلك التواصل مع الهيئات الاعلامية . كما بقيت على اتصال دائم بالصديق الدكتور Kalinga حيث قمنا سوية مع بعض الزملاء الاعلاميين الذين شاركونا العمل في البث التلفزيوني التجريبي عام 1988 بتأسيس Map tv بهدف انتاج برامج وثائقية وتثقيفية متعددة الثقافات وعقد دورات تدريبية فنية ومحاولة اعادة احياء مشروع التلفزيون المجتمعي .
MAP TVالهيئة التأسيسية
في أحد ايام عام 1990 اتصل بي صديقي Kalinga ليخبرني أن صديقة له وهي ميشلين جمال ، مخرجة مسرحية من اصول لبنانية تقوم بتحضير مسرحية لمشروع تخرجها من جامعة ولنغونغ جنوب سيدني وهي تبحث عن ممثلين من اصول عربية من المهاجرين حديثاً الى استراليا وأخبرني ان ميشلين ستتصل بي للمشاركة في العمل المسرحي. سررت جداً بهذه المكالمة وماهي الا ايام وكنت ضمن طاقم الممثلين مع ميشلين لنبدأ التدريبات على مسرحية القمرية التي انبثقت عنها فرقة مسرح الطاقة .
انتهجت ميشلين جمال في اخراج المسرحية اسلوب الدراما الخلاقة . النص غير مكتوب وانما هنالك مجموعة من الأفكار المطروحة لتكوين النص . بعد سلسلة من التدريبات والالقاء الارتجالي بالعربية والانجليزية للعديد من المشاهد التي قام بادائها فريق التمثيل ، تمكن الكاتب المسرحي Barry Gama من وضع الاطار العام للمسرحية والذي تضمن لوحات مسرحية غيرمترابطة لكنها تدور حول الواقع الذي يعيشه العرب الأستراليين من الجيل الأول الذين هاجروا منذ عقود ، وابنائهم الذين يعيشون صراعاً بين ثقافتين استرالية وعربية والظلال المربكة التي تخيم على الحنين وذكريات الأمس. والولاء والتعايش والاندماج في واقع اليوم.
كانت تجربة العمل في هذه المسرحية غنية بالتفاصيل التي فتحت افاق جديدة بالنسبة لي وجعلتني اتعرف عن قرب على اسلوب تعامل المخرج والممثل وتقنية وحرفية التمثيل .
تم عرض مسرحية القمرية لمدة ثلاثة ايام 10،11،12 أيار 1991 على مسرح PACT Erskineville
كانت مسرحية القمرية بداية انطلاق صوتي على اثير اذاعة البرنامج العربي في راديو اس بي اس كضيف بصحبة المخرجة ميشلين جمال من خلال اللقاء الذي اجرته المذيعة ماري ميسي حول المسرحية بتاريخ 8 ايار/ مايو 1991.
تم عرض مسرحية القمرية في عدة مسارح في سيدني و مدينة ولونغونغ و عرضت ايضاً في العاصمة الاسترالية كانبيراعام1991. كما شاركت المسرحية في مهرجان المسرح المتعدد الحضارات الأول من 27-5 اكتوبر عام 1991 على مسرح Tom Man Theatreفي سيدني.
بعد ان قدمت فرقة الطاقة مسرحية القمرية في عام 1991. حدثت بعض الخلافات في وجهات النظر في تحديد مسار الفرقة وقررت المخرجة ميشلين جمال الانسحاب بهدؤ من مسرح الطاقة و العمل من خلال فرقة الشرق الموسيقية التي كانت تضم خمسة اخوة موسيقيين من عائلة جمال ، وكانت ميشلين نجمة الفرقة بصوتها الغنائي الرائع واحساسها المرهف . قدمت فرقة الشرق عدة امسيات موسيقية اعادت للطرب العربي الأصيل رونقه وذكرياته في استراليا في تسعينيات القرن الماضي . كنت دائم الحضور اثناء تدريبات الفرقة في منزل ميشلين ولبيب جمال . بقيت على ارتباط وثيق مع فرقة مسرح الطاقة وفرقة الشرق .
خلال اقامة مهرجان المسرح الأول بدأ Map tv تصوير برنامج وثائقي عن المهرجان والفرق المشاركة والفرص التي اتاحها هذا المهرجان للممثلين المتحدرين من خلفيات غير انجلو . بدعم من تلفزيون SBS . البرنامج الوثائقي كان بعنوان The theatre belong to us وكنت ضمن الممثلين الذين تمت مقابلتهم في البرنامج الذي تم بثه على شاشة SBS في 26 نوفمبر عام 1992.