HomeDiaryالحلقة السادسة

الحلقة السادسة

في ضؤ الحراك المسرحي  الذي شهدته سيدني  بعد مهرجان المسرح المتعدد الحضارات الأول عام 1991 واستمرار عروض الفرق المسرحية  الصغيرة  بتمويل  حكومي أو تمويل خاص . قررت خوض تجربة مسرحية كنت أطمح بتقديمها منذ زمن طويل . قمت عام 1992بتأسيس  فرقة مسرح الرفض     ( VETO THEATRE)

كان هدفي هو تقديم  اعمال مسرحية جريئة تتناول  قضايا العنصرية وحقوق الانسان لمخاطبة  الاستراليين بمختلف اطيافهم.  بدأت  كتابة نص مسرحية  THE MAN WHO LOST HIS  SHADOW  على أمل  ان يتم عرضها في  مهرجان  المسرح المتعدد  الحضارات الثاني عام 1992.

استقطب مهرجان المسرح المتعدد الحضارات الثاني  عام 1992  . 17 فرقة مسرحية  قدمت  عروضها  في 9 لغات ، وكان شعار المهرجان لهجات استرالية Australian Accents . فرق مسرحية  ابوريجينية ،عربية ، يونانية ،تيمور الشرقية ،  أندونيسية ، كردية، اسبانية ، صينية ، تشيلية ، تركيا ،امريكا اللاتينية  .تفاوتت المواضيع التي تنالتها العروض المسرحية  وكانت في أغلبها  انعكاساً لحال الأوطان التي  ينتمي اليها اعضاء الفرق المشاركة ، اغلبيتهم   من ابناء المهاجرين  الذين هاجروا الى استراليا في اعمار مختلفة  . بعض الفرق المسرحية قدمت عروضها  بلغتها والبعض الآخر كانت اللغة  ممزوجة بالانجليزية . وبحسب النقاد  تفاوتت ايضاً  مستويات الأعمال  التي تم عرضها . بعضها  كان جذاباً  نصاً واخراجاً ، بعضها  لم يكن ناضجاً اخراجياً و بعضها  كان مملاً . الا أن المهرجان كان بحد ذاته  فرصة  لاظهار مواهب الفنانين من  خلفيات  ثقافية  وحضارية متعددة  .  كما انه  اتاح الفرصة لجمهور واسع من الاستراليين  للاطلاع ومشاهدة  الوان جديدة  من المسرح  لم يألفوها من قبل. بقي ان نذكر ان هذا المهرجان  كان يتلقى دعماً مالياً  من  مجلس الفنون الاسترالية .لتغطية نفقات مديرلتنسيق المهرجان  ومساعديه ومصاريف الدعاية والاعلان  واستئجار المسارح .  الفرق المسرحية المشاركة  كانت تتحمل  نفقاتها . اما  ريع بيع البطاقات  فلم يكن  كافياً لتوزيعه على الفرق المشاركة .

شاركت  في مهرجان  المسرح المتعدد الحضارات الثاني  بمسرحيتي   The Man Who lost his Shadow  الرجل الذي فقد ظله.  تدور احداث المسرحية في   جمهورية  بابا غنوج  المفترضة . يتم الحكم  على مواطن  بالسجن  لأنه داس على خيال  زعيم البلاد  اثناء مروره .في السجن  يقبع ذلك السجين  وحيداً تراوده  الأفكار  والهواجس  في الجريمة التي اتهم بارتكابها . في السجن يكتشف خياله  الذي كان يلازمه طوال ايام حياته ، لكنه لم يكن  يهتم به .  يجري تحقيق بين السجين وخياله  حول اسباب  سجنه . هو السجن الذي  تقبع داخله  دول ضعيفة تتحكم في مصائرها  القوى العظمى .

     

شخصيات المسرحية  يؤديها  ممثل  واحد قمت بادائها جميعاً . مدة العرض 50 دقيقة . الاخراج  ميشلين جمال

 اما فرقة مسرح الطاقة فقد شاركت  بمسرحية and they called her silence     أجتهم بنت وسموها صامتة . التأليف  والاخراج  جماعي . شارك في التمثيل  كل من : اليزا شدياق ، اليسار غزال، باري غامبا ، اسماعيل عابدي ، اليزابيث جبور ، نيكول زبال . لم  اشارك في هذ العمل  بسبب ا نشغالي  بمسرحية الرجل الذي فقد ظله.

 خلال عام 1992  توسعت  شبكة علاقاتي العامة في  مجال الصحافة والمسرح  واعتمدت احدى وكالات اختيار الممثلين   للحصول على   فرصة للعمل في مجال   التمثيل  التلفزيوني  والسينمائي  وقمت باجراء العديد من المقابلات  ونجحت  في تمثيل  بعض الاعلانات التجارية التلفزيونية .

عام 1993 كان حافلاً  بالأعمال المسرحية التي شاركت فيها كممثل  وكاتب وصحفي .

واصلت  العمل مع المخرجة  ميشلين جمال  وفرقة الشرق  مع مجموعة  جديدة ضمت  الكاتبة شادية جدعون، الموسيقي لبيب جمال ومصممة الحركات المسرحية  فيكتوريا هاربوت  ومشرفة الانتاج  ايفا غيرينسير ،وطاقم الممثلين وهم  نيكول انطاكي، عصام هتو، صالح السقاف  وميشلين جمال  وتم انجاز عمل مسرحي تجريبي عنوانه  A Glimps of the Spaces  لمحات من مساحاتنا تم تقديمه  في مهرجان المسرح المتعدد الحضارات الثالث عام 1993على مسرح  سيمور  في سيدني.شعار المهرجان لهذا العام  لهجات دون قيد Broad Accents . تم تطوير وعرض هذا العمل المسرحي  التجريبي الموسيقي  لاحقاً على  مسرح Power House  في سيدني .

اما مشاركتي بمسرح الطاقة فكانت  بمسرحية تجريبية   (work in progress)  ممولة  من  مجلس الفنون الاسترالي بعنوان Writing with the hip  الكتابة بالورك . يتمحور موضوع المسرحية  حول مزج جمالية الحروف العربية وترجمتها بحركات مسرحية . تجسد تعابير فنية  واجتماعية  وسياسية ، باللغتين العربية والانجليزية .شارك فريق  التمثيل بشكل جماعي  في  كتابة النص  وفي طرح الأفكار  التجريبية  لصياغة  النص . تم عرض المسرحية   في مهرجان المسرح المتعدد الحضارات الثالث على مسرح  مركز سيمور- سيدني .شارك في  المسرحية كل من اسماعيل عابدي ، اليزا شدياق ،  اليسار غزال ، اليزابيث جبور ،  صالح  السقاف . الاخراج باري غامبا . (تم تطوير هذ العمل  بدعم من مجلس الفنون ليقدم  بعد 3 سنوات  بنفس العنوان  وباخراج مختلف).

                                                   

                                                                        الكتابة بالورك writing with the hip

حين  شاهدت  الصحفية والمنتجة الاذاعية نيكولا جوزيف من راديو ABC  احدى تدريبات الفرقة  على  مسرحية الكتابة بالورك أعجبها صوتي. قالت لي ان تمتلك موهبة صوتية تصلح ان  تكون مذيعاً. قلت لها  سأكون مذيعاً يوماً ما ….

خلال مشاركتي  في العمل المسرحي  لمحات من مساحتنا توطدت صداقتي  مع   الكاتبة شادية  الحاج جدعون  والفنان عصام هتو.تلك الصداقة استمرت لسنوات طويلة . شادية كانت  تعمل في ذلك الوقت في صحيفة  صوت المغترب ( توقفت عن الصدور عام  ) وهي اقدم الصحف العربية  في استراليا . شجعتني شادية على الكتابة في الصحيفة . كانت اولى  مقالاتي  حول ندوة  منتدى الأحد الثقافي الذي  اسسه  الشاعر وديع سعادة ، لمناقشة كتاب  الكاتب اللبناني  عبده وازن ( حديقة الحواس ). كان محور الندوة  والسؤال الرئيسي  هو هل كان كتاب عبده وازن  اباحي مما  حدا بالرقيب  الى منعه؟

واصلت التعاون  مع شادية الحاج جدعون  التي كانت شعلة من العطاء في  دعم المرأة العربية .أصدرت شادية كتاباً بعنوان ماشي الحال  عام 1993. مجموعة قصصية  لنساء عربيات  من منطقة كامبلتاون احدى ضواحي سيدني. القصص الثمانية في الكتاب تتركز في معظمها  على اربعة مواضيع هامة وهي . ألحنين للوطن ، تصوير واقع الحرب ومآسيها ، المرأة بين الأهل والزوج ، الحب والوفاء لاستراليا .  قرأت الكتاب  واعجبت  بالقصص جميعها . كتبت في صحيفة صوت  المغترب تحليل للقصص الثمانية تم نشرها في حلقات.

في عام 1993 عقد  المؤتمر الثاني  لهيئة دراسات  الشرق الأوسط  الاسترالية Australian Middle East Studies Association(AMESA)   في جامعة ديكن في ملبورن  وشارك فيه عدد  من الاكاديميين الاستراليين . تركز النقاش  وورشات العمل  حول عدة قضايا  تهم العالم العربي . ابرزها قضايا التجارة والسياسة والدين وحقوق الانسان  وعملية السلام في الشرق الأوسط . كنت من ضمن الحاضرين لهذا المؤتمر  الذي كان فرصة لي للتعرف على عدد من الشخصيات الآكاديمية المؤثرة في استراليا .  كتبت مقالا تم نشره في صحيفة صوت المغترب  حول المؤتمر وصمت الصحافة العربية  في تغطيته.

الزميل الصحفي يوسف عيسى من البرنامج العربي اس بي اس  الذي شارك في المؤتمر  اغتنم فرصة  مشاركتي  واجرى لقاءً اذاعياً  حول انطباعاتي عن الموتمر .

في نهاية عام  1993 عرض مسرح الرفض  VETO مسرحية  الرجل الذي فقد ظله مرة ثانية في المهرجان الدولي لمسرح الشعوب ،  بمناسبة  العام  الدولي للعوب الأصليين  عام1993  على مسرح  سايد تراك – ماركفيل .المهرجان كان  بدعم من   هيئة المساعدات الخارجية،  ومنظمة التحرر من الجوع ومجلس الفنون الاسترالي  ووزارة الخارجية والتجارة الاسترالية . شارك  في هذا المهرجان  ممثلون  من حوالي 14 دولة  من اسيا  وافريقيا وحوض الباسفيك . شارك من استراليا الى جانب  مسرح الرفض   VETO فرقة مسرح  تحدي الموت Death Defying Theatre ( المزيد من التفاصيل  في صفحة  المسرح على الموقع)

في اطار التغطية الاعلامية للمهرجان المسرحي  للعام الدولي للسكان الأصليين . قامت مديرة البرنامج العربي في راديو اس بي اس ماجدة عبود صعب  باجراء لقاء اذاعي  حول مسرحية الرجل الذي فقد ظله ومشاركتي  في  المهرجان . كان  هذا اللقاء  مثمراً  على الصعيد الاعلامي  والفني ، حيث  مهد الطريق  لافاق التعاون المستقبلي  والعمل في  البرنامج العربي في اذاعة اس بي اس .  لنستمع الى اللقاء .

بعد  المقابلة التي اجرتها ماجدة عبود صعب حول مسرحية  الرجل الذي فقد ظله ، اقترحت ماجدة أن أكتب اسكتشات اذاعية  كوميدية هادفة لبثها  في البرنامج العربي .   أوضحت  ماجدة انه لديها ميزانية متواضعة لانتاج عدة حلقات  اذاعية  قصيرة .كان المبلغ500 دولار استرالي . كتابة ، تمثيل اخراج !! التسجيل في استوديوهات  اس بي اس . وافقت  بدون تردد رغم  ان المبلغ  ضئيل جداً ، لكن  كانت نظرتي  للمستقبل الأوفر حظاً  والأكثر مالاً الا  هو الحصول على فرصة  للعمل في  البرنامج العربي .

Related articles

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Popular