بدأت كتابة المقالات والقصص القصيرة والمسرحيات . أول مقال كتبته تم نشره في جريدة أخبار الاسبوع عام 1971 حيث كان حافزاً لي لمواصلة رحلتي مع الصحافة.. واصلت الكتابة في الصحف الاردنية الدستور و الرأي،والشعب في حينها ومجلة هواة الفنون وغيرها من الصحف .
كان أول لقاء صحفي اجريته مع الفنان اللبناني حسن علاء الدين “شوشو” عام 1975 خلال زيارتي الى بيروت و تم نشر اللقاء في مجلة هواة الفنون .
مع الفنان اللبناني الكوميدي حسن علاء الدين “شوشو ” في بيروت عام1975
في صحيفة الدستور شجعني الاستاذ الصحفي فوز الدين البسومي عام 1974 على مواصلة الكتابة من خلال نشر مقالاتي في زاويته اليومية بريد الدستور وزاويته الاسبوعية قضية الآسبوع .
الصحفي الراحل فوز الدين البسومي
كتبت لصحيفة الدستور مئات المقالات التي تناقش القضايا الاجتماعية وهموم المواطن في الاردن .
في شهر رمضان من كل عام كانت صحيفة الدستور تخصص صفحة يومية لشهر رمضان و كنت اواظب على كتابة مقالات يومية تتناول مواضيع دينية وأحداث و شخصيات تاريخية اسلامية .
كما شجعني الكاتب الصحفي مصطفى صالح الذي كان يشرف على تحريرالصفحة الرياضية ثم صفحة استراحة الدستور، ثم صفحة الملحق الثقافي التي كانت تعنى بمواضيع الفن والثقافة . شاركت بالكتابة في صفحته بالمقالات التحليلية للأعمال المسرحية والموسيقية المحلية ولقاءات الفنانين العرب وتغطية المهرجانات الفنية .
الكاتب الصحفي مصطفى صالح
في عام 1977عملت مراسلاً صحفياً لمجلة السينما والناس المصرية التي كان مؤسسها ورئيس تحريرها الدكتور عبد المنعم سعد. على مدى سنوات العمل مع الدكتورسعد مراسلاً للمجلة في الاردن ولاحقاً في استراليا . توطدت العلاقة بيننا وقام بزيارة للعاصمة الاردنية عمان عام 1978 حيث اجرى سلسلة من اللقاءات الصحفية للمجلة كما دعاني لزيارة القاهرة عام 1982.
رئيس تحرير مجلة السينما والناس الدكتور عبد المنعم سعد
الى جانب الكتابة للصحافة ، كنت من المهتمين في دراسة الأدب الضاحك والفكاهة ، جمعت الكثير من الكتب التي كنت اشتريها من مكتبة خزانة الجاحظ الأشهر في العاصمة عمان لصاحبها المرحوم هشام المعايطة.
كانت المكتبة على قارعة الطريق في شارع الملك طلال ثم انتقلت الى شارع الهاشمي بالقرب من مكتبة امانة العاصمة، كان صاحبها رحمه الله موسوعة أدبية يبيع نفائس الكتب بعد عصر كل يوم حتى ساعة متأخرة من الليل . كنت ومجموعة من الاصدقاء نمضي سهرة الليل نشرب الشاي مع صاحب المكتبة نناقش معه الكتب ومضامينها .
استطعت بعد فترة وجيزة جمع مجموعة من الطرائف والنوادر والنكات والأمثال الشعبية والزجل ، . وضعتها في كتاب وصممت على نشره. كانت دور النشر في بيروت رائدة في نشر الكتب . في صيف عام 1972 توجهت الى بيروت . عرضت كتابي على عدد من دور النشر .تم الاتفاق مع دار الاندلس للطباعة والنشر لصاحبها حسين عاصي ، حتى ان عنوان الكتاب
” منوعات فكاهية ” كان من اختيار صاحب دار النشر حسين عاصي ، تضمن الكتاب خمسة فصول : ماهي الفكاهة ،تشكيلة نكت شعبية. طرائف عربية (جحا ، قراقوش المتنبئون،الطفيليون،الحمقى، البخلاء) نكت من بلاد بره . الكاريكاتير، الاعلانات والامثال واشمعنى.
كانت سبعينيات القرن الماضي حافلة بالانتاج التلفزيوني والمسرحي في الاردن . عام 1972 كانت انطلاقتي الأولى في التمثيل التلفزيوني حين تم اختياري ضمن فريق التمثيل في المسلسل التلفزيوني ” الأخرس والقلادة الخشبية” الذي شارك فيه مجموعة من نجوم التمثيل في مصر والاردن من اخراج عدنان الرمحي .
بطولة عبدالله غيث ، أحمد مرعي ، زيزي مصطفى من مصر . محمود ابوغريب ، سهيل الياس ، نبيل صوالحة ، هشام هنيدي ، عبد الكريم القواسمي ، ميشيل بقيلي ، أديب الحافظ ، وليد بركات ، نعيم الموج ، رشيدة الدجاني وآخرين من الاردن.
مسلسل ألأخرس والقلادة الخشبية
https://www.youtube.com/watch?v=ZaWtKnCza1I&ab_channel=AdnanAlramahi
انطلاقتي الأولى في مسلسل الأخرس والقلادة الخشبية في دور ثانوي ،الى جانب نجوم كبار ومخرج تلفزيوني مبدع منحتني الكثير من الثقة بالنفس والاستفادة من تجارب الممثلين الآخرين وحرفية التمثيل امام الكاميرا .
توالت مشاركتي في المسلسلات التي كان التلفزيون الاردني يتولى انتاجها اما بشكل مباشر أو عن طريق المنتج المنفذ و تعددت الأدوار والشخصيات التي قمت بادائها من تلك المسلسلات : “راس العين ،” “لعبة الحياة،” “خذوني معاكم ،””حذاء الطنبوري ،بطولة الفنان عبد المنعم ابراهيم،” ” كان ياماكان ،” “الغدير،بطولة الفنان محمود سعيد,” “زنوبياء ملكة تدمربطولة الفنانة نضال الأشقر،” ” هارون الرشيد،” “الميراث ،” ” صبح والمنصور” .
مسلسل الغدير 1976
في عام 1974 شاركت وزميلي الفنان محمود أبو حوسة في تأسيس مؤسسة أضواء الفن لانتاج الأعمال المسرحية والتلفزيونية. تم استئجار غرفة صغيرة في عمارة الاستاذ نايف نعناعة في شارع سينما الخيام . كانت الغرفة الصغيرة ملتقى لأكثر من عشرين من هواة التمثيل من مختلف الأعمار، الذين شكلوا نواة فرقة أضواء الفن المسرحية . الجميع كانوا متحمسين للمشاركة في باكورة اعمال المؤسسة مسرحية ” نور من السماء ” التي قمت بكتابتها وأخرجها محمود ابوحوسة . تدور أحداث المسرحية في عصر الجاهلية والصراعات القبلية وبزوغ فجر الاسلام بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم . تم عرض المسرحية على مسرح الكلية العلمية الاسلامية – جبل عمان . شارك جميع الاعضاء في مراحل انتاج هذه المسرحية من تصميم الازياء التاريخية وبناء الديكوروبيع التذاكر وتوزيع الاعلانات .
بعد نجاح مسرحية نور من السماء ، قمت بكتابة مسرحية ” على أبواب يثرب” وكانت هنالك شخصية نسائية في المسرحية ،وواجهتنا صعوبة في العثور على فتاتين تشاركان في المسرحية .الا أن أحد اعضاء الفرقة عرض الموضوع على والد احدى قريباته وهي فتاة في المرحلة الثانوية من دراستها. حضروالدها الى مكتب الفرقة والتقى بنا ووافق على مشاركة ابنتيه معنا وكان يحضر معهن التدريبات المسرحية وشارك في التمثيل جميع اعضاء فرقة أضواء الفن .وقام باخراجها مجد قباني فنان من حلب الشهباء ، كان يقيم وقتها في عمان. بعدها قدمت الفرقة مسرحية شوكيش وبراغي عام 1975 ومسرحية مستشفى المجانين عام 1977.
كان لمؤسسة أضواء الفن دور بارز في رفد الحركة الفنية بمواهب واعدة كان لها دورها المميز على الساحة الفنية الاردنية ورغم الصعاب التي واجهتنا من مؤسسات فنية منافسة كانت على الساحة في تلك الفترة ، الا أننا واصلنا المشوار بعزم وثبات وفي نهاية السبعينيات كانت أضواء الفن المؤسسة الفنية الوحيدة التي ترعى المواهب الناشئة وتقدم لهم كل عون ومساعدة . من مؤسسة أضواء الفن ظهرت وجوه فنية شاهدناها على المسارح و شاشات التلفاز أذكر منهم الفنانون عثمان الشمايلة ، سعد الدين عطية ، شاكر جابر ، عبد الأله رشيد ، أسعد خليفة فتحي أحمد ، زياد الجغبير. مروان الجغبير ،نعيم رمضان ،حسني يوسف ،محمود غريب، محمد العطلة والقائمة طويلة .
لم أحصر نشاطي المسرحي بأعمال مؤسستنا فحسب بل انطلقت أعمل مع فرق مسرحية عديدة . عملت مع فرقة عمون 74 التي اسسها الفنان سهيل الياس في العام 1974. سررت جداً بالانضمام الى الفرقة والعمل مع الفنان سهيل الياس الذي يعتبر أحد أعلام المسرح والدراما في الاردن والعالم العربي. اضافة الى تأسيسه لفرقة “عمون 74″، أنشأ سهيل الياس بالمشاركة مع الفنان القدير نبيل صوالحة أول شركة انتاج تلفزيوني ، التي انتجت عدداً من الاعمال الدرامية ، شاركت في التمثيل في عدد منها خلال سبعينيات القرن الماضي .
انطلقت فرقة ” عمون 74 ” وتضمنت المخرج سهيل إلياس, وجولييت عواد, وجميل عواد, ونعيم الموج, وفؤاد الشوملي, ونبيل الشوملي, وصالح السقاف, ومحمد عايش, وربيع زيتون, وبلال ميرزا, ومنصور باهر, وأحمد اليماني,وعثمان الشمايلة وفايز الشمايلة, فضلا عن وجود ثلاث فنانات اعتزلن العمل بسرعة.
امضت الفرقة نحو شهرين في برنامج للتدريب تضمن تمارين شملت : الدراما الخلاقة ، حركة الممثل ، تمارين الصوت ، الرقص ، قراءة نصوص مسرحيات عالمية ومناقشتها.
كانت باكورة اعمال الفرقة مسرحية ” الرحالة ابن بطوطة ” التي تم عرضها على مسرح قصر الثقافة عام 1974 . تلتها مسرحية عودة الغائب .
في عام 1976 تم استئجار مكتب لمؤسسة أضواء الفن في شارع الأمير محمد ( وادي السير سابقاً) . بدأنا التحضير لانتاج مسرحية مدرسة المشاغبين حيث قمت باعداد النص عن المسرحية المصرية الكوميدية التي عرضت ثلاثة أعوام متتالية وشاهدها أكثر من ثلاثة ملايين متفرج في مصرفي ذلك الوقت . تولى انتاج المسرحية عبد الاله أبو غوش . اخراج محمود عبد الرسول . الممثلون: محمود ابوحوسة، عبد الاله أبو غوش ، صالح السقاف ،ليلى مسلّم، فتحي أحمد، سعد الدين عطيه، محمد العطله، زياد الجغبير، نعيم رمضان ، محمود درقل.عرضت المسرحية على مدى تسعة أيام وكانت ناجحة بكل المقاييس . وأكتسبت فرقة أضواء الفن شهرة استقطبت العديد من محبي الفن المسرحي .
في عام 1976 ايضاً، أصدرت الكتاب الساخر ” مشاكل ضاحكة ” الذي تمت طباعته في الاردن . تضمن الكتاب مشاهدات وانطباعات اجتماعية كتبتها باسلوب فكاهي ساخر . سلطت الضؤ على قضايا الجيران ،عادات وتصرفات، لوخلت الدنيا من الحب ، بين الاقتصاد والتوفير ومواضيع تثير الضحك مستمدة من القول ” شر البلية مايضحك”.
عام 1978 نظمت مؤسسة أضواء الفن أول احتفال بيوم المسرح العالمي في تاريخ الاردن عام 1978. حيث قمت باجراء الاتصالات والترتيبات مع المركز الثقافي السوفياتي الذي رحب باقامة هذا الاحتفال في موقعه القديم في الدوار الثالث في جبل عمان . اشتمل الاحتفال الذي اقيم بالذكرى السادسة ليوم المسرح العالمي على ندوة عن المسرح شارك فيها:
الفنان جودت صالح .الكاتب والروائي مفيد نحلة. مديرعام المركز الثقافي السوفياتي ( لاأذكر اسمه) واستاذ الأدب الحديث في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور سمير قطامي . مدير مؤسسةاضواء الفن صالح السقاف. نائب مدير المركزالثقافي السوفياتي الدكتور وليد مصطفى.
ارتأيت أن اذكر هذا الاحتفال لأن العديد من الباحثين والمؤرخين للمسرح الاردني لم يتطرقوا اليه في كتاباتهم عن بداية الاحتفال بيوم المسرح العالمي في الاردن .
في عام 1978 اتيحت لي الفرصة للسفر الى اليونان لأول مرة للمشاركة في المسلسل التلفزيوني ” الصخر عندما ينطق” تأليف الكاتب جمال أبوحمدان . أخراج اللبناني أنطوان س ريمي .كان أول مسلسل تلفزيوني يتم تصويره بالألوان.شارك في التمثيل نخبة من الممثلين العرب . محسنة توفيق، معالي زايد ، تيسير فهمي من مصر. حسن الجندي من المغرب .عباس النوري من سوريا . وفاء طربية من لبنان . نديم صواحة من بريطانيا. جوليت عواد وجميل عوادوفنانون آخرون من الاردن. كما شاركت في برنامج منوعات ” ليالي القمر للمخرج حسيب يوسف.
بعد عودتي من اليونان عملت مديراً لمركز المهن الجميلة الذي اسسه الأخوان مفيد واسحق نحلة عام 1979 في عمان . كانت تجربة المركز رائدة في مجال تعليم فن الديكور والخط العربي والموسيقى ، وشهد المركز اقبالاً جيداً من الراغبين بتعلم هذه الفنون . واتفقت مع الأخوين نحلة بالسماح لفرقة أضواء الفن باستخدام احدى غرف المركز لاجراء التدريبات المسرحية ، حيث بدأنا التدريبات على مسرحية الورطة من تأليف الكاتب المصري توفيق الحكيم.
شهدت بداية ثمانينيات القرن الماضي دبلجة مسلسلات الرسوم المتحركة في الاردن ، كان من بينها مسلسل”دون كيشوت” والمأخوذ عن رواية الإسباني ميغيل دي ثيريبانتس. الذي أنتجه بسام حجاوي عراب دوبلاج مسلسلات الرسوم المتحركة وأخرجه الفنان المبدع سهيل إلياس وذلك عام 1982. شاركت مع نخبة من الممثلين الاردنيين في هذا المسلسل الرائع بدور” سانشو” رفيق دون كيشوت. كما شاركت في المسلسل الاذاعي أميرة الصيادين .
في عام 1980 اتفقت مع رفيق الدرب وصديق العمر الفنان محمود ابو حوسة على استئجار مبنى أوسع لمؤسسة أضواء الفن وتكثيف الانتاج المسرحي والتنسيق مع شركات الانتاج الفني لتزويدهم بهواة التمثيل للمشاركة في الأدوار الثانوية والكومبارس . وبدء دورات تعليم التمثيل والموسيقى والتصوير وفن الديكور والكوافير باشراف مختصين ومنح شهادات تدريب بأسم المؤسسة .
الأميرة وجدان ناصر تفتتح مبنى مؤسسة أضواء الفن عام1976 تحقق مشروع دورات التعليم ولقي اقبالاً جيداً . حيث قمنا بتنظميم الدورات الفنية والمحاضرات وكنا أول مؤسسة خاصة تنشر الوعي المسرحي وفنون التمثيل عبر مدن وقرى الاردن عن طريق الدراسة بالمراسلة ، وبلغ عدد الذين شاركوا في دورات المؤسسة حتى عام 1981 ، مايقارب ال600 مشترك. اعتمدنا منهاج تدريب معهد التمثيل في مصر وبدأنا ارسال الدروس بالبريد لطلاب التمثيل في انحاء الاردن .على ان تتم دعوتهم بعد اجتياز الامتحانات النظرية لتأدية امتحان عملي على مشاهد مسرحية قصيرة يتم التدريب عليها صباح يوم الامتحان . كانت رسوم الدورة في ذلك الوقت خمسة دنانير . لقيت هذه الدورات اقبالاً جيداً. كما تم عقد دورات تدريبية منتظمة مدتها ثلاثة أشهر في مقر المؤسسة شارك في التدريس عدد من الفنانين منهم الفنان مالك ماضي والفنان عامر ماضي والفنان علي ابو خضره ( موسيقى) الفنان المصور فيصل محمود ( تصوير ) المخرج زياد بركات ، المخرج محمد البرماوي ، المخرج عمر حامد ، الفنان محمود ابو حوسة ( تمثيل ) الفنان الرسام توفيق السيد ( ديكور) الكوافيرة ملك فريد ، الكوافيرة سهام منصور ( كوافير ) .
أعضاء ادارة مؤسسة اضواء الفن . من اليمين الفنان الراحل عثمان الشمايلة ملك فريد معلمة الكوافير ، صالح السقاف ، احدى طالبات المركز مدير المؤسسة محمود أبو حوسة .
في عام 1982 تم انتاج مسرحية “العز بهدلة ” المقتبسة عن ” البرجوازي النبيل ” لموليير اخراج عمر حامد . تمثيل المذيعة اللامعة في الاذاعة الاردنية كوثر النشاشيبي ، سعد الدين عطيه ، محمود أبو حوسه ، صالح السقاف وآخرين .
الفنان سعد الدين عطية في الوسط واحدى الممثلات المذيعة و الفنانة كوثر النشاشيبي والسقاف في العز بهدلة
لقد حققت اضواء الفن خلال مسيرتها دوراً ريادياً في المسرح الاردني رغم التهميش المتعمد وسهام النقد التي طالتها والتقليل من مستوى الأعمال المسرحية التي قدمتها أو قيمتها الفنية. وسنرى لاحقاً أن أضواء الفن شكلت علامة في تاريخ المسرح الاردني حين تسلمها الفنان الموسيقي الراحل عامر ماضي